الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان المقصود السؤال عما إن كنت قد ظلمتها بفسخ الخطبة، فالجواب أن الخطبة مجرد مواعدة بين الخاطب والمخطوبة يحق لأيهما فسخها متى شاء، إلا أنه لا ينبغي فسخها لغير مسوغ شرعي كما ذكر أهل العلم، وراجع الفتوى رقم: 18857.
واعلم أن الخاطب أجنبي عن مخطوبته حتى يعقد له عليها، فلا يجوز له محادثتها لغير حاجة أو الخلوة بها ونحو ذلك مما يحرم شرعا بين الأجنبيين كما بينا بالفتوى رقم 57291. وعليه؛ فالواجب عليك التوبة مما وقع منك من تفريط بهذه المحادثات والمجالسات على وجه غير مشروع. وما دمت لا ترغب في الزواج منها ابتداء فقد كان ينبغي لك أن تكون حازما فتعتذر لأهلها بلطف، وأما التهاون والضعف فإنه يجر إلى مثل هذه العواقب غير الحميدة. هذا مع العلم بأنه لا يجوز لأي من الوالدين إرغام ولدهما على الزواج بمن لا يرغب فيها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وليس لأحد الأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد. . ا هـ.
وما ذكرت من أنك عندما كنت تنظر إليها كأنك ترى جسدا من دون رأس ومرة أخري جسدا ورأسا من دون رقبة...الخ. فلا ندري ما هو ولا نستطيع الجزم فيه بشيء، وقد يكون تخييلا من الشيطان ونحو ذلك.
ونوصيك في الختام بالحرص على الزواج من ذات الدين والخلق، فإنها أدعى لأن تعرف لزوجها حقه وأن تدوم معها الحياة، روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة. وفي سنن ابن ماجه عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خير له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله.
والله أعلم.