الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الواجب في غسل الجنابة هو تعميم البدن بالماء، ويكفي في ذلك حصول غلبة الظن، فإذا غلب على ظنك أن الماء قد وصل إلى جميع بشرتك بما في ذلك الرأس وغيره فقد ارتفع حدثك بذلك، ولا عبرة بما تجده بعد ذلك من بقايا الشعر ولا يعتبر حائلا ويدل على ذلك وجوده بعد الغسل أكثر من مرة حسب السؤال، وعليه فلا داعي لإعادة غسل الرأس باعتبار ذلك تكميلا للغسل، ولك أن تفعل ذلك للنظافة، وانظر الفتوى رقم: 126996.
كما أن وجود الشعرة في باطن الأذن لا يؤثر على صحة الغسل، لأنها إن كانت في الصماخ فهو من باطن الجسم فلا يجب غسله عند الكثير من الفقهاء، وإن كانت في ظاهر الأذن فيحتمل أنها طارئة بعد الغسل إذا افترضنا أنها حائل، فقد ذكر الفقهاء أن كل حادث احتمل حدوثه في زمنين أضيف إلى أقربهما، قال السيوطي في الأشباه والنظائر: الأصل في كل حادث تقديره بأقرب زمن. انتهى.
وانظر الفتوى رقم: 56042.
والله أعلم.