الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فان الوثنيين وغيرهم من ملل الكفر ممن قامت عليهم الحجة الرسالية فلم يسلموا ثم ماتوا على الكفر لن يغفر الله لهم بل هم من أهل النار مخلدون فيها، كما قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا. وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ. وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ* خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ. وأما من لم تقم عليهم ولم تبلغهم الرسالة فإن الله تعالى لا يعذب أحداً حتى تقوم عليه الحجة كما قال الله تعالى: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً [الإسراء:15]. ومعنى قيام الحجة هو بلوغ الإسلام إلى الشخص وتمكنه من العلم، وراجع في تفصيل هذه المسألة الفتوى رقم 39870
وأما عن وضوح القرآن في هذه المسألة فهو واضح لا لبس فيه، أن الله تعالى لا يغفر للمشرك الذي مات على الشرك ولم تقم له حجة بين يدي الله عزوجل يوم القيامة. وأما عن وضوح آيات القرآن عموما فمنها ما هو واضح ومنها ما يخفى على من لا علم عنده بلغة العرب وكلام المفسرين. فقد روى أن ابن عباس رضي الله عنه قال: "التفسير على أربعة أنحاء: تفسير لا يعذر أحد في فهمه، وتفسير تعرفه العرب من لغتها، وتفسير يعلمه الراسخون في العلم، وتفسير لا يعلمه إلا الله".
والله أعلم.