الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد :
فإن بذل النصيحة وتعليم الجاهل وإنكار المنكر كل هذا أمر مشروع للأدلة الشرعية الواردة في ذلك, فإذا أخطأ المسلم أو جهل الحكم الشرعي, ونصحه أخوه المسلم فمن الخطأ أن يقابل النصيحة بقوله " لست مسؤولا عني يوم القيامة ". وكون الإنسان لا يُسأل يوم القيامة عن ذنب غيره لا يعني أنه لا ينصحه في الدنيا بل النصيحة من الدين, وقبولها من أخلاق المؤمنين لا سيما إذا جاءت ممن له ولاية كالزوج والوالد ونحوهم, ومع ذلك لا يقال إن زوجتك قد أنكرت معلوما من الدين بالضرورة؛ والمعلوم من الدين بالضرورة هو الذي يستوي في العلم بكونه من الدين سائر الأُمَّة، ولو كان هذا منه لما خفي عليك أنت الحكم فيه. وإنما ينبغي أن تنصح زوجتك برفق وتعلمها.
وأما صلاتها فما دمت تقر أن ثيابها ليست ضيقة فإنه لا داعي للإنكار عليها, ولو فرض أنها تضيق عليها عند الركوع أو السجود فقد سبق أن بينا أن صلاة المرأة بالثياب الضيقة التي تصف حجم الخلقة ولا تصف لون البشرة وتستر ما يجب ستره تعتبر مكروهة كراهة شديدة ولا يحكم ببطلانها على ما هو مبين في الفتوى رقم : 120708، بعنوان " حكم لبس المرأة الثياب الضيقة في الصلاة، والإمامة بها " وأيضا الفتوى رقم: 55616, وأما كيف تتعامل معها فإننا نوصيك بأن تكون رفيقا في نصحك وإرشادك فإن النصيحة المزينة بالأدب تدخل شغاف القلوب , وكم من ناصح يخطئ في تقديم النصيحة ثم هو يغضب إذا لم يسمع لقوله ويكون هو في الحقيقة يحتاج إلى نصيحة .
والله أعلم.