الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الجمل المذكورة جاءت في كثير من كتب السيرة النبوية من وصفه صلى الله عليه وسلم بألفاظها أو معانيها وبعضها في معجم الطبراني الكبير وفي شعب الإيمان للبيهقي.. ومعناها صحيح، فقد كان صلى الله عليه وسلم حسن الخلق شديد الحياء كما هو معروف، وأما سندها: فقد قال عنه الألباني في ضعيف الجامع الصغير: ضعيف ـ وفي فيض القدير: قال الحافظ العراقي: وسنده ضعيف.
وانظر الفتوى رقم: 76921.
وعلى كل حال، فإن من السنة وحسن الخلق إذا كان الشخص يتحدث مع غيره أن يكرم حديثه بالإنصات والتوجه إليه مع خفض الطرف، وإنما يجب غض البصر إذا كان الحديث مع امرأة لا يحل له النظر إليها أو أمرد تخشى منه فتنة أو ما أشبه ذلك... فقد قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ {النور:30}.
وانظر الفتوى: 3974.
ومما ذكر يتبين لك أنه لا حرج عليك فيما ذكرته من صرف النظر، وأنه قد يكون هو الواجب إذا كان الحديث مع من يجب غض البصر عنه.
والله أعلم.