الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن نشر مثل هذه المقالات الكفرية بقصد تفنيدها والتحذير منها والرد عليها، وبيان عقيدة قائلها، أمر غير محظور شرعاً، فقد درج العلماء قديماً وحديثاً على هذا الصنيع، دون أن ينكره عليهم أحد، لأن قصدهم هو دحض هذه الأفكار ومحاربة أهلها، ومن أراد أن يعرف ذلك، فليراجع كتب شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فسيجد فيها من ذلك الكثير، حينما يذكر أهل هذه المقالات كابن عربي الطائي وابن الفارض وابن سبعين وغيرهم.
أما إذا نشر أحد هذه المقالات دون أن يحذر منها، ويبين ما فيها من الخبث والضلال، فقد أساء ولو حسُن قصده، لما يترتب على ذلك من إفساد عقائد الناس، والسعي في إضلالهم، ويجب على كل مستطيع، أن يرد عليهم، وأن يحذر منهم، وأن ينصحهم ويسعى لإصلاحهم، وراجع الفتوى: 1556، ففيها مزيد إيضاح وبيان لحكم من يتعمدون ذلك.
والله أعلم.