الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف على حديث بهذا اللفظ ولا بمعناه في شيءٍ من كتب السُّنَّة، ولا في دواوين الإسلام، وهذه أمارة الوضع عند أهل العلم. ولا يجوز تداوُل تلك الأحاديث المنتشرة على الإنترنت؛ حتى تعلم صحتها من ضعفها. وإن لم تثبت نسبتها إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإنه لا يجوز نشرُها؛ فقد توعَّد الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - من حدَّث عنه بما لم يقلْ، فقال: من حدَّث عني بحديثٍ يرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبين. رواه مسلم، وقال - صلى الله عليه وسلم -: كفى بالمرء إثمًا أن يحدِّث بكل ما سمع. رواه مسلم.
وقد روى الحاكم في المستدرك عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود قبل المشرق فيقاتلونكم قتالا لم يقاتله قوم، ثم ذكر شيئا فقال : إذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فإنه خليفة الله المهدي.
تعليق الذهبي قي التلخيص: على شرط البخاري ومسلم.
قال الشيخ الألباني: الحديث صحيح المعنى، دون قوله: فإن فيها خليفة الله المهدي فقد أخرجه ابن ماجه (2/ 517 ـ 518) من طريق علقمة عن ابن مسعود مرفوعا نحو رواية ثوبان الثانية، وإسناده حسن بما قبله، فإن فيه يزيد بن أبي زياد وهو مختلف فيه فيصلح للاستشهاد به، وليس فيه أيضا ذكر خليفة الله ولا خراسان، وهذه الزيادة خليفة الله ليس لها طريق ثابت، ولا ما يصلح أن يكون شاهدا لها...
والله أعلم.