الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما ثواب المتعفف عن الحرام في الدنيا فحسبه أن يكون جزاؤه من جنس عمله، فيعفه الله تعالى كما أعف نفسه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ومن يستعفف يعفه الله. وأما في الآخرة فهو موعود بالفلاح، كما قال الله تعالى ضمن تعداد صفات المفلحين: ...وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {المؤمنون:5}، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {المؤمنون:6}، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:7}. والنصوص في فضل المتعفف عن الحرام وما أعده الله له من المثوبة في الدنيا والآخرة كثيرة جدا، وأما الزاني فهو مرتكب لكبيرة من أكبر الكبائر، قد توعد الله عليها بالعقوبة الأليمة في الدنيا والآخرة، وقد ذكرنا طرفا من ذلك في الفتوى رقم: 26511، والفتوى رقم: 156719.
وأما لو تاب الزاني من زناه توبة صادقة فإنه يكون كمن لا ذنب له، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. ولكن قد يورثه ذنبه هذا ذلا وانكسارا فيكون في طريق سيره إلى ربه سائرا حذرا مشفقا وجلا، قد حصل له من أعمال القلوب ما ربما يسبق به من لم يرتكب الذنب أصلا، وقد لا يكون الأمر كذلك فلا يكون خيرا ممن لم يرتكب الذنب، وللمزيد انظر الفتوى رقم: 176207.
والله أعلم.