الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي لولي الفتاة إذا تقدم إليها كفؤها أن يبادر بتزويجها عملاً بوصية النبي صلى الله عليه وسلم : "إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ " (رواه ابن ماجه و الترمذي)
و قد سبق أن بينا أن المعتبر في الكفاءة بين الزوجين هو الدين كما في الفتويين : 2346 ، 19166.
كما سبق أن بينا أنه لا مانع من مراعاة واعتبار أمور أخرى في الزوج مع الدين والخلق كالمال و الوضع الاجتماعي والثقافي ونحو ذلك ، وانظري الفتوى رقم : 26055.
لكن إذا رضيت الفتاة بمن تقدم إليها وكان كفؤا لها فلا حق لوليها في منعها من زواجه ويجوز لها في هذه الحال أن ترفع الأمر للقاضي الشرعي ليزوجها أو يأمر وليها بتزويجها، وانظري الفتوى رقم : 79908.
والذي ننصحك به أن تهوني على نفسك وتعلمي أن كل مقادير الخلائق مكتوبة قبل أن يخلق الله الخلق فما قضاه الله سيكون فهو سبحانه لا راد لقضائه ، وهوسبحانه أعلم بما فيه الخير للعبد ، قال تعالى : " وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " [البقرة : 216].
والله أعلم.