الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه. وجميع ما ذكرته من السفر لفعل المعصية أو شراء فيلم جنسي أو الاتفاق على الفاحشة في نهار رمضان هو من الزور الذي يحبط أجر الصوم ويذهب بثوابه، وإن كان الصوم لا يحكم ببطلانه بل يكون مسقطا للفرض إذا لم يفعل الشخص ما يبطل الصوم من المفطرات المعروفة. ولكنه يخشى أن يكون قد حبط عمله وذهب أجر صومه ولم يحصل له منه إلا التعب، كما في الحديث: رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش. والصوم إنما شرعه الله لتحقيق التقوى كما قال تعالى: كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. فمن صامت جوارحه عن المفطرات ولم يصم عما يغضب رب الأرض والسماوات فإنه لم يحقق حكمة الصوم ولا صام الصوم النافع الكامل. ولقد أحسن من قال:
إذا لم يكن في السمع مني تصاون وفي بصري غض وفي منطقي صمتُ
فحظي إذا من صومي الجوع والظما فإن قلت إني صمت يومي فما صمتُ.
والله أعلم.