الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنود أن نلفت نظرك إلى أن هذا السؤال كان من الأولى توجيهه إلى قسم الاستشارات بموقعنا، فستجدين عندهم بإذن الله كثيرا من التوجيهات النافعة، وما يمكننا قوله هنا هو أن على المسلم أن يرضى بقضاء الله تعالى، فهذا مما يريح القلوب وتسكن به النفوس، قال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {التغابن:11}.
قال قتادة في هذه الآية: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم.
فما يدريك ـ أختنا الفاضلة ـ فقد يكون انصراف هذا الرجل عنك خيرا لدينك ودنياك، فسلمي أمرك لله، فهو العالم بعواقب الأمور، قال سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
وننصحك بأن تجعلي دعاءك لرب العالمين دعاء عاما بأن تسأليه أن يرزقك زوجا صالحا، فقد يقدر لك الزواج من هذا الشاب أو من غيره ففوضي الأمر إليه وأحسني الظن به، وراجعي الفتوى رقم: 119608، ففيها بيان آداب الدعاء.
وأما العشق: فعلاجه ممكن، وقد بينا جملة من طرق علاجه بالفتوى رقم: 9360.
وننبه إلى أنه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تكون على علاقة برجل أجنبي عنها إلا في إطار الزواج الصحيح وسبق بيان ذلك بالفتوى رقم: 30003.
وعلم الأهل بهذه العلاقة لا يغير حكم تحريمها، فهي محرمة على كل حال، فالواجب عليك التوبة مما سبق وعدم العود لمثل ذلك مستقبلا، وراجعي شروط التوبة بالفتوى رقم: 5450.
وننبه أيضا إلى أن الخطوبة مجرد مواعدة بين الطرفين يحق لأيهما فسخها متى شاء، والأولى عدم فسخها لغير مسوغ، وخاصة إن طالت فترة الخطبة، هذا مع العلم بأن طول فترة الخطبة يكون سببا في حصول بعض المشاكل في الغالب، وانظري الفتوى رقم: 18857.
وبالنسبة لما ذكرت من الأشياء التي ترينها في نومك فلا علم لنا بتفسيرها.
وأما الإصابة بالعين أو السحر أو نحو ذلك فأمر وارد، ومن غلب على ظنه إصابته بشيء من ذلك فعليه بالرقية الشرعية وهي مبينة بالفتوى رقم: 4310.
ولكن نحذر هنا من كثرة الأوهام والوساوس بخصوص العين والسحر وأمثال ذلك، فإن ذلك قد يكون سببا في مرض القلب والإصابة ببعض الأمراض النفسية، وفي الختام نوصيك بالحرص على شغل وقتك بما ينفعك من أمر دينك ودنياك ومصاحبة الصالحات ونحو ذلك مما يعين على الاستقامة ويكون فيه تسلية للنفس، وللأهمية نرجو مطالعة الفتاوى التالية أرقامها: 1208، 15219، 21743.
والله أعلم.