الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تكلمنا على هذا الكتاب ومؤلفه وما ينقم عليه في الفتوى رقم : 119273
وأما عن قراءته من مثلك وللغرض المذكور فيجدر بنا أن نسوق لك كلام الشيخ الأديب الشاعر عائض القرني إذ يقول: الأغاني لـأبي الفرج الأصبهاني: هذا أكبر كتاب في الأدب وهو يبلغ اثنين وثلاثين مجلداً ومن ميزه:
1/ كثرة اللغويات والأشعار الجميلة والمقطوعات الأدبية الرائقة الرائعة لكثير من الشعراء ما يقارب من ثلاثين شاعراً.
2/ أنه حوى كثيراً من الدرر الأدبية التي لا تنكر.
لكن الرجل أخفق إخفاقات عجيبة منها:
1/ أنه أتى بالكذب، نعوذ بالله من الكذب.
2/ أنه نزل على الخلفاء خاصة هارون الرشيد، وعلى خلفاء بني أمية؛ لأن الرجل شيعي عجيب، يقولون: إنه من سلالة بني أمية لكنه تشيع.
وقال أيضا: اتهم هارون الرشيد باتهامات فظيعة، وممن فعل ذلك وافتعل صاحب " الأغاني " أبو الفرج الأصبهاني، فإنه أتى بأخبار تشيب لها الرءوس، وأنا أنصح الجيل بعدم قراءة هذا الكتاب إلا من أنس من قلبه ونفسه علماً ووعياً وتقوى، فلا بأس أن يستفيد من بعض ما فيه من الأدب والقصص، لكنه تهالك واحترق في تراجم الخلفاء، وتكلم عن الدولة العباسية والأموية كأنها دول موسيقى، وغناء، وخمر وعربدة، وأطفأ ذاك اللموع الذي رأيناه في المجال العلمي، والمجال الأدبي، ومجال الثقافة والحضارة، ومجال العدل والإنصاف والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فحسيبه الله. اهـ.
والله أعلم.