الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمرأة الكيسة العاقلة لا تعجزها حيلة تصل بها إلى قلب زوجها وفهم كيفية التعامل معه، ولا سيما إذا كانت مثقفة تعى الأمور وأسبابها وتنزلها منزلتها، وما ذكرت عن زوجك من رفع الصوت بالسب والإهانة وعدم المبالاة وغير ذلك كله خلاف العشرة الحسنة المأمور بها في كتاب ربنا سبحانه: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}.
وقال: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة:228}.
فإذا عرف كل من الزوجين ما عليه وأدى حق الآخر استقامت الحياة الزوجية وعمرت بالحب والمودة مع أنه لا بد من التغاضي عما يمكن التغاضي عنه من المساوئ:
فمن ذا الذي ترجى سجاياه كلها * كفى المرء نبلا أن تعد معائبه.
وينبغي النظر دائما إلى الجوانب الايجابية والمشرقة في كل طرف لتمحو زلته وإساءته وتغفر له بسببها على حد قولهم: وإذا جاء الحبيب بذنب واحد *جاءت محاسنه بألف شفيع.
وما دام بينكما ولد فما ننصحك به أيتها الأخت هو علاج تلك المشاكل بحكمة وتناسي الزلات والتماس المعاذير مع النصح والمصارحة لمعرفة أسباب عدم الرغبة في حديثه معك أوخروجه لتتنزها معا وغير ذلك مما تجدينه عليه، وإذا قابلت سيئته بالإحسان والصبر الجميل فستملكين قلبه وإذا أحبك أطاعك، إن المحب لمن يحب مطيع ودفع السيئة بالحسنة يورث المودة والحميمية، قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.
فجربي هذه الوسائل لعلها توصلك إلى غايتك ـ بإذن الله ـ وأما ما ذكرت من التعرف إلى أشخاص آخرين فإن ذلك باب شر وفتنة فتحه الشيطان ليجرك إليه ويهدم به بيتك ويوبقك به بالوقوع في سخط الله عز وجل فإياك إياك أن تستمري في ذلك فتتبدلي الخبيث بالطبيث وتخوني زوجك وتعصي ربك فتهلكي نعيذك من ذلك فاستغفري الله واستتري بستره وسدي تلك الأبواب واقبلي على زوجك ولعل كثيرا مما ذكرت سببه هو تلك الأمور المحرمة التي وقعت فيها وكما قيل: المستجير بعمرو عند كربته * كالمستجير من الرمضاء بالنار.
والله أعلم.