الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن الأدب المأمور به أن يصان كتاب الله ويعظم . قال الإمام النووي في التبيان: وأجمعت الأمة على وجوب تعظيم القرآن على الإطلاق وتنزيهه وصيانته. اهـ
وليس من الأدب وضع المصحف على السطح غير محفوظ في دولاب أو ما أشبهه مما يحجبه ويحفظه عن الغبار، والواجب صيانته عن كل ما فيه امتهان .
قال أحمد بن إبراهيم الدمشقي الشهير بابن النحاس: فصل في بعض ما يشاهد في المساجد من البدع: قال: ومنها: كتابة القرآن في جدران المسجد، ومذهبنا أنه مكروه، لأنه تعريض له لوقوع الغبار عليه، وقد صرح الحليمي في منهاجه أن من تعظيم الله تعالى وتعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم أن ننفض الغبار عن المصحف وكتب السنن، وألا يوضع عليها شيء من متاع البيت، . انتهى.
وكما يحرم وضعه بمكان غير لائق فيحرم كذلك تركه بمكان غير لائق كما قال الدردير في شرحه على مختصر خليل .
وقد احسنت في حرصك على احترام القرآن وعدم الرضى بأن يكون القرآن عرضة للغبار والقاذورات، وما دمت سعيت في الموضوع ولم ترض به ولم تقره وأخبرت بصعوبة التوصل للمصحف فلا تطالب بأكثر من ذلك؛ لقوله تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم .
والله أعلم.