الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الزوجة مطالبة شرعا بأن تعاشر زوجها بالمعروف، قال تعالى:وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {البقرة:228}، وعليها أن تعرف قوامته عليها فتطيعه في المعروف، بل إن طاعتها لزوجها مقدمة على طاعتها لأبويها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الفتاوى: المرأة إذا تزوجت، كان زوجها أملك بها من أبويها، وطاعة زوجها عليها أوجب. اهـ.
وقال أيضاً: فليس لها أن تخرج من منزله إلا بإذنه، سواء أمرها أبوها، أو أمها، أو غير أبويها، باتفاق الأئمة. اهـ. وإذا ثبت عن زوجتك ما ذكرته عنها من عدم طاعتها لك في المعروف وخروجها من البيت بغير إذنك فهي بذلك ناشز تسقط عنك نفقتها حتى ترجع عن هذا النشوز، ولك الحق في تأديبها على هذا النشوز على الوجه الذي جاء به الشرع، وقد بيناه بالفتوى رقم: 1103. ونوصيك بالحزم معها، فإنك زوجها ولك القوامة عليها. فإن رجعت عن نشوزها وتابت وصلح حالها فذاك وإلا فانظر في أمر طلاقها، فلا خير للزوج في زوجة لا ترعى له حقا، ولا تعرف له مكانة، ولا تظهر له احتراما. وليس للزوجة الحق في أن تقول لزوجها: أنت لست زوجي. ولا يترتب على قولها وقوع الطلاق، فإن الطلاق بيد الزوج لا بيد الزوجة.
وننبه إلى جملة أمور، ومنها:
أولا: ليس للزوجة الحق في أن تدخل أحدا في خصوصيات حياتهما الزوجية لا أهلها ولا غيرهم. ولا ينبغي للأهل التدخل في حياتهما إلا بما فيه الخير، بل يحرم عليهم تخبيب زوجته وإفسادها عليه.
ثانيا: يجب على الزوجة خدمة زوجها بما جرى به العرف، وعليها أن ترعى زوجها في بيته وأولاده، فهذا من مسئولياتها كما هو مقتضى الحديث نعني قوله صلى الله عليه وسلم:" والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها" متفق عليه. وللمزيد نرجو مراجعة الفتوى رقم: 43711.
والله أعلم.