الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الشعور الذي ينتابك ما هو إلا محض وسوسة يلقيها الشيطان في قلبك ليحول بينك وبين الخير، ولا شك في كونك كارها لهذه الوساوس نافرا منها بدليل تعوذك بالله منها، واعلم أن كراهتك لهذه الوساوس ونفرتك منها دليل صدق إيمانك وصحة تصديقك بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فعليك أن تعرض عن هذه الوساوس وألا تلتفت إليها ، واعلم أنها لا تضرك البتة كما أخبر بذلك المعصوم صلى الله عليه وسلم، فإن من رحمة الله بهذه الأمة أن تجاوز لها عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم. فلا تبال بهذه الوساوس واطرحها وراءك ظهريا، وليس ما نقوله لك مجرد كلام لتبقى على الإسلام كما تتوهم بل هو الحق الذي لا ريب فيه والذي أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم من أن هذه الوساوس لا تضر صاحبها، بل إنك إن شاء الله مأجور إذا جاهدت هذه الوساوس وسعيت في التخلص منها، وانظر الفتوى رقم: 147101 ، وما فيها من إحالات. وأما أدلة صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وأن ما جاء به هو من عند الله والذي أنت موقن به والحمد لله فهي أوضح من الشمس في رابعة النهار، وقد ذكرنا طرفا من ذلك يحسن بك مطالعته في الفتوى رقم: 173259.
والله أعلم.