الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من المعلوم عند المسلم أن الكذب حرام، وتكون حرمته أشد وعقوبته أغلظ إذا تعمد الشخص الحلف عليه كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 135512.
وبالتالي، فليس من شك في أنك قد أخطأت في تعمد الحلف على الكذب، فإن هذه اليمين هي المسماة عند الفقهاء باليمين الغموس، وكفارة ذلك هو بالمبادرة بالتوبة النصوح إلى الله تعالى منه، والإكثار من الحسنات التي تذهب السيئات، فإن التوبة النصوح تمحو ما قبلها، كما قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {82}.
وقال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وفي رواية: الندم توبة... رواه ابن ماجه وغيره وحسنه الألباني.
وقال تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ {هود:114}.
وذهب بعض أهل العلم إلى وجوب إخراج كفارة يمين في مثل هذه اليمين، ولذلك فإن الأحوط لك أن تخرجي عنها مع التوبة.. كفارة يمين، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فإن لم تجدي شيئا من ذلك فصومي ثلاثة أيام.
هذا، وكان بإمكانك أن تتجنبي الحلف على الكذب بأن تتخلصي من هذا الموقف بالتورية والتعريض بشيء آخر كما قالوا: في المعاريض مندوحة عن الكذب، وانظري الفتوى: 1126.
والله أعلم.