الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تقتنع تمام الاقتناع أنك لست السبب فيما حدث لوالدك رحمه الله، وعليك أن تجتهد في الدعاء له بالرحمة والمغفرة وأن تكثر من الصدقة عنه ونحو ذلك من الأعمال التي تنفعه بعد موته، فإنه محتاج إلى ذلك أشد الحاجة، ولا ينفعه البتة تأنيبك نفسك على شيء لم تفعله ولم يكن لك فيه يد بالمرة، فإن كنت تحب والدك -عفا الله عنه- فاطرح عنك هذه الوساوس واشغل نفسك بما يعود عليك وعليه بالنفع في الدنيا والآخرة. وإياك والاعتراض على قضاء الله تعالى وقدره فإنه سبحانه حكيم عليم لا يقدر شيئا إلا لحكمة، وربما كان في ابتلائك بهذا المرض خير لك من حيث لا تشعر، وانظر للأهمية الفتوى رقم: 160433 ، واحمد الله على ما أولاك من الرزق ومن به عليك، واجتهد في تناول الأدوية ومراجعة الأطباء، وقبل ذلك في الاستعانة بالله تعالى واللجأ إليه والتضرع له في أن يعافيك من هذا الداء العضال، نسأل الله لك ولجميع المبتلين الشفاء والعافية.
والله أعلم.