الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد :
فعمرتك صحيحة إن شاء الله تعالى ونسأل الله لك القبول , وتضايقك وخوفك من الرياء وخوفك من عدم قبول العمل دليل على إخلاصك إن شاء الله تعالى وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله تعالى { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }: هُمْ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ .
وقولك في نفسك ( لا يهمني ... إلخ ) لا إثم عليك فيه لأنه حديث نفس وقد رفع عن الأمة ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل , والذي ننصحك به هو الإكثار من دعاء الله تعالى بقبول العمرة وسائر الأعمال الصالحة ولا تفتحي على نفسك باب الوسوسة والخوف المفرط فإن المؤمن يخاف ربه ويرجوه وقد وعد الله عباده بقبول أعمالهم الصالحة فقال: { وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } أي لن يحبطها ويبطلها ويسلبكم إياها، بل يوفيكم ثوابها ولا ينقصكم منها شيئا , وكما قال تعالى: { فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ } أي: لا يُكْفَر سعيُه، وهو عمله، بل يُشْكَر، فلا يظلم مثقال ذرة؛ ولهذا قال: { وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ } أي: يُكتب جميعُ عمله، فلا يَضيع عليه منه شيء , وكما قال تعالى: {إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا } ، فاجمعي أيتها السائلة بين الخوف والرجاء وأحسني الظن بالله تعالى .
والله أعلم.