الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فرغبتك في الزواج وتعجيله ليس فيها عقوق للأم ولا تقصير مع الأهل ولا سيما إن كنت تخشى على نفسك من الحرام لأنه يجب عليك حينئذ إعفاف نفسك مع القدرة على ذلك، والزواج سبب من أسباب جلب الرزق والبركة والخير، جاء في الحديث: ثلاثة كلهم حق على الله عونه ..وذكر منهم: الناكح يريد العفاف...رواه الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه.
ولمزيد من الفائدة انظرالفتوى رقم: 54793 .
لكن لو لم تكن بك حاجة الى النكاح ولم تخش الفتنة واستطعت تأجيله حتى يتحسن حالك وحال أهلك فلا حرج في ذلك، ومراعاتك لشعور أمك وهواها من غاية البر ، والبار موفق مسدد بإذن الله ، فدم على ما أنت عليه من برك بأمك وإحسانك إلى أهلك ، وأكثر من الدعاء ولتدع لك أمك بتيسير الأمور فدعاء الوالدين مستجاب . روى أبو داود من حديث أبي سعيد الخدري قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة؛ ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي، وقضى عني ديني.
وروى الترمذي وحسنه، عن أبي وائل عن علي رضي الله عنه:أن مكاتبا جاءه فقال: إني قد عجزت عن كتابتي فأعني. قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو كان عليك مثل جبل صبر دينا أداه الله عنك؟ قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك. نسأل الله أن يفرج همك وأن يصلح حالنا وحالك.
والله أعلم.