الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما كونك موسوسة فهذا مما لا شك فيه، بل قد بلغ منك الوسواس مبلغا عظيما، وما دمت تعلمين العلاج فعليك به، وإياك إياك أن تسترسلي مع هذه الوساوس أو أن تستسلمي لما يوهمك الشيطان به من أنك ربما كنت تتظاهرين بالوسوسة فهذا كله من كيده لك ومكره بك يريد بذلك أن ينغص عيشك ويبعدك عن ربك تعالى، فلا تلتفتي إلى هذه الوساوس لا في الوضوء ولا في الصلاة ولا في باب النجاسة، واعلمي أنه لا يحكم بنجاسة شيء إلا إذا حصل اليقين الذي تستطيعين أن تحلفي عليه أنه قد أصابتك نجاسة، وكثرة الشك في الوضوء والصلاة لا يلتفت إليها إذا وصلت إلى هذا الحد الذي أصابك، فدعي عنك هذه الوساوس كلها ولا تفتشي عن الخارج مهما شككت في خروج شيء منك حتى يحصل لك اليقين الجازم بذلك، ودين الله تعالى يسر وقد رفع الله عن عباده الآصار والأغلال وله الحمد، ولا تلتفتي إلى ما يوهمك الشيطان به من أنه ربما كان قد خرج منك شيء أو ربما تكونين قد نسيت كذا من أعضاء الوضوء أو من أركان الصلاة، بل عبادتك صحيحة بلا شك، والله لا يحاسبك على ما في نفس الأمر، وإنما يحاسبك على ما كلفك به وشرعه لك، وقد شرع لك سبحانه أن تتجاهلي الوساوس وتعرضي عنها فلا تفكري في سوى ما أمرت به، وليس لذلك مدة محددة، بل تظلين تتجاهلين هذه الوساوس وتعرضين عنها حتى يمن الله عليك بالشفاء وتزول عنك هذه الوساوس، وانظري الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.
وننصحك بمراجعة الأطباء الثقات، كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا لمزيد الفائدة.
والله أعلم.