الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ينبغي لكم أن تتناولوا مسائل الشرع وتخوضوا في هذه الأمور العظيمة من غير علم يكفي للخوض فيها والواجب عليكم جميعا أن تردوا الأمر إلى أهله العالمين به، ولقد أخطأ خطأ عظيما ناشر هذه الصورة، فقد نص الفقهاء على أن من حرم ما علم من الدين بالضرورة حله فهو كافر، جاء في الروض مع حاشيته: أو جحد حل خبز ونحوه مما لا خلاف فيه كلحم مذكاة بهيمة الأنعام، والدجاج وغيره، مما أجمع على حله كفر. انتهى.
وزعمه أن ما أشار إليه يسبح الصليب ويشهد أن الله ثالث ثلاثة استهزاء لا يخفى وفيه تكذيب للقرآن، فقد قال تعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ {الإسراء:44}.
فعلى ناشر هذه الصورة أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا مما ألم به، فإن نشر الكفر والرضا به كفر ـ والعياذ بالله ـ وتوبة المرتد تكون بنطق الشهادتين والإقرار بما كان جاحدا به، وليس من شك في أن صديقك قد أخطأ في فهم الحديث، وأما حكم اغتسال الكافر إذا أسلم فمبين في الفتوى رقم: 147945.
وأما من رمى مسلما بالكفر فإنه مخطئ خطأ عظيما، ولا يكون بمجرد هذا كافرا، وانظر الفتوى رقم: 151555.
والله أعلم.