الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد :
فالمشي ليس واجبا ولكن الفضل المذكور في الحديث مترتب على تحصيل جميع المذكورات من الاغتسال والتبكير والمشي وعدم الركوب والدنو والاستماع ، قال النووي رحمه الله تعالى في المجموع شارحا لقول صاحب المهذب { مشى ولم يركب } :
والمختار أنه احتراز من شيئين : أحدهما : نفي توهم حمل المشي على المضي والذهاب ، وإن كان راكبا . والثاني : نفي الركوب بالكلية لأنه لو اقتصر على مشي لاحتمل أن المراد وجود شيء من المشي ولو في بعض الطريق ، فنفى ذلك الاحتمال ، وبين أن المراد مشى جميع الطريق ، ولم يركب في شيء منها ... اهــ .
وركوب المصعد عند الذهاب لا يبعد أن يدخل في الركوب المنافي للندب المذكور في الحديث؛ لأن من تحرك به المصعد من طابق إلى آخر فهو يصدق عليه أنه لم يمش جزءا من الطريق.
وأما العودة فهو مخير إن شاء رجع راكبا وإن شاء رجع ماشيا لأن العبادة قد انتهت , جاء في شرح البهجة الوردية – من كتب الشافعية - :
أَمَّا الرُّجُوع ، فَلَا يُنْدَبُ فِيهِ الْمَشْيُ بَلْ يُتَخَيَّرُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرُّكُوبِ إذَا لَمْ يَتَأَذَّ بِهِ أَحَدٌ لِانْقِضَاءِ الْعِبَادَةِ قَالَهُ الرَّافِعِيُّ وَغَيْرُهُ ... اهــ .
والله أعلم.