الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمجاهر هو الذي أظهر معصيته وكشف ما ستر الله عليه فيحدث بها، كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري، وقال النووي: المجاهرون هم الذين جاهروا بمعاصيهم وأظهروها وكشفوا ما ستر الله تعالى عليهم, فيتحدثون بها لغير ضرورة ولا حاجة. اهـ.
وبهذا يتبين أن المجاهرة بالمعصية مغايرة لمعنى الدلالة عليها، فإنه ليس من شرط الدلالة عليها أن يكون الدالُّ فاعلا لها، وإن كان الغالب أن لا يدل المرء على شر إلا وقد فعله أولا، وبهذا يجتمع المعنيان في الإثم، فكلاهما يتسبب في شيوع المعاصي، قال العلامة عبد الحميد بن باديس في مجالس التذكير: المجاهر هو المعلن بفسقه ... والمجاهر بمعصيته ارتكب معصيتين: المعصية والمجاهرة بها، وقد تجر عليه المجاهرة آثاما كثيرة بما يتسبب عن معصيته من شيوع الفاحشة وسوء القدوة، ويستمر ذلك يكتب عليه من آثاره ما بقي متسبب عن آثاره إلى يوم القيامة، فيا لفداحة الحمل يوم الفزع الأكبر. اهـ.
وراجعي في بيان معنى المجاهرة بالمعصية الفتوى رقم: 18932.
ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 29331.
وراجعي في حرمة الدلالة على المعاصي كالأفلام والمسلسلات الفتوى رقم: 112017.
والله أعلم.