الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أصبت في نصيحتك لأخيك ودلالته على طريق السلامة، فإن فتنة النساء خطرها عظيم، ولذلك خاطب الله خيرة رجال ونساء هذه الأمة، بقوله: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ {الأحزاب:53}.
وقد كان على هذا الرجل إن أراد نصيحة هذه المرأة أن تكون النصيحة عن طريق بعض محارمه أو محارمها لا أن يجالسها على الوجه المذكور، فالكلام مع الأجنبية بغير حاجة باب فتنة، قال الخادمي ـ رحمه الله ـ في كتابه: بريقة محمودية وهو حنفي: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة، لأنه مظنة الفتنة.
كما أنه بذلك يضع نفسه موضع ريبة والمسلم ينبغي أن يبتعد عن مواطن الشبهات، يدل على ذلك الحديث المتفق عليه وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: على رسلكما، إنها صفية بنت حيي، فقالا: سبحان الله يا رسول الله، قال: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءاً، أو قال: شيئاً.
قال النووي في شرح مسلم: فيه استحباب التحرز من التعرض لسوء ظن الناس في الإنسان وطلب السلامة.
والله أعلم.