الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بلغ منك الوسواس مبلغا عظيما، واعلم ـ عافاك الله ـ أننا ندري ما تعاني منه ونفهم مسألتك على وجهها، وما ننصحك به هو العلاج الأمثل لك، فإن رفضت تعاطي هذا العلاج فستظل تعيش في هذا العناء والشقاء، فارفق بنفسك أيها الأخ الكريم واعلم أن الله تعالى رحيم بعباده لطيف بهم وأنه إنما يحاسبنا على التزامنا بما شرعه لنا لا على ما في نفس الأمر، فلو أنك عملت بما شرعه الله لك من الإعراض عن هذه الوساوس لم يضرك إن كان لها حقيقة أو لا، لأنك فعلت ما أمرك الله به، فاسمع نصيحتنا واستجب لها وابدأ في تنفيذها فورا وهي أن تعرض عن كل هذه الوساوس ولا تلتفت إلى شيء منها، ولا تفتش عن شيء من الخارج مما تتوهمه وليس عندك يقين بخروجه سواء كان ما شككت في خروجه بولا أو وديا أو غائطا، ولا تعد الوضوء لمجرد شكك في خروج شيء، ولا ينتقض وضوؤك بمس الدبر من وراء حائل ولو كان هذا الحائل المنديل الورقي، ولا تعد الاستنجاء والوضوء إلا إذا حصل لك يقين جازم تستطيع أن تحلف عليه بأنه قد خرج منك ما يوجب ذلك، وأما ما يتعلق بالودي فقد أجبناك عنه في الفتوى رقم: 184055.
وأما هذه اللمعة المسؤول عنها: فما دام يوجد احتمال أنها ليست نجسا خارجا من الذكر فلا يجب عليك الاستنجاء ولا الوضوء منها، ولا تجهد نفسك في النظر والبحث والتفتيش وعش حياتك بصورة طبيعية دون التفات إلى ما يلقيه الشيطان في قلبك من هذه الوساوس، لأنه إنما يريد أن يحرجك ويشق عليك ويفسد عليك حياتك ويصدك عما ينفعك من الاجتهاد في عبادة ربك تعالى، نسأل الله لك الشفاء والعافية.
والله أعلم.