الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما فعله هذا الرجل من ترك المصحف في مكان يعلم أنه معرض للحرق لا يجوز مهما كان القصد به؛ فقد نص أهل العلم على أن تعمد ترك المصحف في مكان مستقذر يعد كفرا كابتداء تعمد إلقائه فيه أو حرقه.
قال الدردير المالكي في شرحه على المختصر عند بيان أحكام الردة: (كإلقاء مصحف بقذر) ولو طاهرا، إلى أن يقول...... وحرق ما ذكر -القرآن والحديث- إن كان على وجه الاستخفاف فكذلك.
ولكن ترك هذا الرجل للقرآن في ذلك المحل -مع أنه لا يجوز - لا يكفر به، لأنه لم يقصد بذلك الاستهانة بالقرآن أو تحقيره بل الظاهر أنه يقصد به جر الخصم إلى الوقوع فيما هو مستقبح حتى يعاب ويذم، ولذلك فهو في مشيئة الله تعالى إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه.
وسبق أن بينا وجوب احترام القرآن الكريم وصيانته، وحرمة الاستهانة به بأي وجه، وانظري الفتاوى أرقام: 22717 182413 113439.
والله أعلم.