الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما أكل هذا الشاب وتلك الفتاة من طعام أولئك المذكورين فلا يجوز إن كان جميع كسبهم من هذا العمل المحرم فإن كان مالهم مختلطا ـ أي فيه حلال وحرام ـ جاز لهما الأكل منه مع الكراهة، وتقوى الكراهة بحسب كثرة الحرام في المال، وانظر التفصيل في الفتوى رقم: 6880.
وأما اشتراطه ألا تذهب إلى أهلها إلا مدة يومين في السنة: فهذا حق له، ومن واجب المرأة أن تلزم بيت زوجها وألا تخرج منه إلا بإذنه، والأولى له أن يوسع عليها في هذا الأمر بما لا يضر به، فإن كان يخشى ضررا في دين أو دنيا مما حمله على التضييق في هذا الأمر فلا حرج عليه، ونصيحتنا لهما أن يستقيما على شرع الله تعالى ويعضا بالنواجذ على سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا تحملهما كثرة المنكرات في مجتمعهما على التنازل عن شيء من الحق أو المداهنة فيه، وعليه أن يدعو أهل تلك الفتاة برفق ولين ويبين لهم خطورة أكل ما حرمه الله تعالى ويدعوهم إلى التوبة من هذه المنكرات التي هم مقيمون عليها بما أمكنه من الوسائل، وليتحر الرفق ما أمكنه، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.
والله أعلم.