الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن غرائب الأمور وقبائح الفعال أن يأتي الخوف من جهة من يرجى منه الأمن، ويأتي الاعتداء ممن يرجى منه حماية العرض، فأعظم الزنا إثما الزنا بالمحارم، وقد سبق لنا بيان ذلك بالفتوى رقم: 57108، وقد ضمنا هذه الفتوى بعض التوجيهات في مثل هذه الحالة فنرجو الاطلاع عليها للأهمية.
وعليك هنا بالحزم مع هذا الأخ المعتدي وعدم التردد في تهديده بإخبار من يأخذ على يديه من قريب ونحوه، أو تهديده برفع الأمر إلى الجهات المسئولة، وإن رأيت أن تهديده بما ذكر لا يكفي لردعه عن عمله ذلك فيلزمك أن تأخذي بالأسباب الكفيلة بذلك وبما يحميك من تهديده لك بالقتل، وأما تمني الموت فإنه منهي عنه شرعا إلا أن يكون لمصلحة راجحة كخوف فتنة ونحو ذلك، وانظري الفتوى رقم: 31781.
وأما الانتحار: فاحذريه أشد الحذر، وهو داء وليس بدواء، كما بينا بالفتوى رقم: 34194.
فعليك بالصبر والتوجه إلى الله بالدعاء له بالهداية والتوبة، وأن يحميك من شره، روى أحمد وأبوداود والنسائي في الكبرى: عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم.
والله أعلم.