الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنما عرضت لك هذه المشكلة بسبب الوسوسة، وإلا فإن الواجب عليك إذا كانت لحيتك كثيفة أن تغسل ما ظهر فقط ولا يجب عليك تخليلها، وإذا كانت لحيتك خفيفة ترى من ورائها البشرة فعليك أن توصل الماء إلى البشرة، وهذا الإيصال أمر سهل ميسور، فإن الطبيعي هو أن يصل الماء إلى البشرة إذا كانت اللحية خفيفة بمجرد صب الماء على الوجه، فما عليك إلا أن تأخذ كف الماء فتسيله على وجهك، مع الدلك بيديك، تفعل ذلك مرة وجوبا، والمستحب ثلاث مرات ثم لا تزد، وثق أن الماء قد وصل إلى جميع أجزاء وجهك ولا تلتفت إلى ما يعرض لك من الوساوس بعد هذا، وقد بين العلماء صفة تخليل اللحية.
قال في مطالب أولي النهى: ويكون ذلك -يعني تخليل اللحية- بأخذ كف مِنْ مَاءٍ يَضَعُهُ مِنْ تَحْتِهَا بِأَصَابِعِهِ مُتَشَبِّكَةً)، لِحَدِيثِ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: «كَانَ إذَا تَوَضَّأَ أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَجَعَلَهُ تَحْتَ حَنَكِهِ وَخَلَّلَ بِهِ لِحْيَتَهُ، وَقَالَ: هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد. (أَوْ) يَضَعُهُ (مِنْ جَانِبَيْهَا وَيَعْرُكُهَا) أَيْ: لحيته. انتهى.
فاقتصر على فعل هذا الذي بينه العلماء وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة تخليل اللحية دون زيادة ولا استرسال مع الوساوس، فإن استرسالك معها يفضي بك إلى شر عظيم، وانظر لكيفية علاج الوسوسة الفتوى رقم: 51601 ، ورقم: 134196.
والله أعلم.