الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما عن معنى قوله تعالى: وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ـ فراجع بخصوصه الفتوى رقم: 51943
وأما قوله تعالى: ما لهم به من علم ـ فلا يعنى به النصارى في الأصل، بل يراد به مشركو العرب، لأن القرآن المكي كان يخاطب العرب، والمنفي في قوله تعالى: ما لهم به من علم ـ ليس يراد به العلم بالله ـ كما قال ابن عاشور ـ وإنما يراد به العلم بالقول المذكور، حيث قال: والمراد بالذين قالوا اتخذ الله ولدا هنا المشركون الذين زعموا أن الملائكة بنات الله، وليس المراد به النصارى الذين قالوا بأن عيسى ابن الله تعالى، لأن القرآن المكي ما تعرض للرد على أهل الكتاب مع تأهلهم للدخول في العموم، لاتحاد السبب..... وجملة: ما لهم به من علم ـ حال من الذين قالوا، والضمير المجرور بالباء عائد إلى القول المفهوم من قالوا، ومن لتوكيد النفي، وفائدة ذكر هذه الحال أنها أشنع في كفرهم وهي أن يقولوا كذبا ليست لهم فيه شبه، فأطلق العلم على سبب العلم كما دل عليه قوله تعالى: ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه { المؤمنون: 117} وضمير به عائد على مصدر مأخوذ من فعل قالوا أي ما لهم بذلك القول من علم. اهـ.
وقد ذكر أبو حيان أقوالا غير هذا.
وأما العلم باستكبار الملحدين وكذا العلم بأن الناس اعترفوا بربوبية الله تعالى في عالم الذر فهذا غير واجب ولهذا لا يؤثم من جهل ذلك.
والله أعلم.