الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أن إحياء ليالي رمضان والتعبد فيها له فضل عظيم، وفيه خير كثير وخاصة في العشر الأواخر منه، ولكن أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه تبارك وتعالى هو أداء فرائضه في أوقاتها، فقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبّ إليَّ مما افترضتُ عليه. رواه البخاري.
ولذلك، فإن الأولى والأفضل لك ـ بل هو الواجب ـ أن تحرصي على المحافظة على أداء الفرائض في أوقاتها، وإذا غلبك النوم عنها فإنك تصلينها في أي وقت تستيقظين فيه من ليل أو نهار وعند طلوع الشمس وغروبها، فقد نص أهل العلم على أن النائم والناسي يصلي متى استيقظ أو ذكر، لقوله صلى الله عليه وسلم: من نسي صلاة أو نام عنها، فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها. رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية لغيرهما: فمن نام عن صلاة فليصلها إذا استيقظ، ومن نسي صلاة فليصل إذا ذكر.
ولذلك، فإنك إذا استيقظت وقت صلاة العصر، فإن عليك أن تبادري بأداء الصلاة فورا فتصلين الظهر أولا والعصر بعدها مباشرة.
والله أعلم.