الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا السائل إذا كان من رطوبات الفرج وكان دائم الجريان فهو سلس ناقض للوضوء وهو طاهر في نفسه لا يجب منه الاستنجاء ولا تطهير الثوب، وعلى من بها هذا السلس تجديد الوضوء بعد دخول كل وقت على الراجح وإذا كان ينقطع عنها في بعض الوقت زمنا يكفي للطهارة والصلاة وجب عليها انتظار ذلك الوقت بالوضوء والصلاة، وإن لم يكن من الرطوبات فهو كذلك ناقض للوضوء إلا أنه نجس يجب تطهير الثوب والبدن مما أصابهما منه، وراجعي لمعرفة ما يخرج من فرج المرأة الفتوى رقم: 110928.
وعلى هذا، فالحكم إذا حان وقت هذه الصلاة وأنت في الطائرة أن تتوضئي لها إن أمكن ذلك، فإن لم يمكن الوضوء فلتتيممي إن أمكن ذلك، وإلا سقط عنك الوضوء والتيمم معا وأديت الصلاة بدونهما، لأن ذلك المستطاع وفي هذه الحالة تنبغي إعادة الصلاة عند وجود الماء أو الصعيد مراعاة لمن يقول بذلك، مع أن رأي المالكية في السلس أنه لا ينقض الوضوء وإن كان رفعه بالتداوي واجبا إن أمكن، ولا بأس بالأخذ بمذهبهم هنا، وعلى هذا فوضوؤك قبل الوقت كاف، أما عن كيفية أداء الصلاة في الطائرة فإنه يجب عليك أداؤها على القدر المستطاع فإن أمكن أداؤها وأنت قائمة بركوعها وسجودها فذلك، وإلا أديتها إيماء للركوع والسجود وأنت جالسة، لقوله صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين ـ رضي الله عنهما ـ وكان مريضا: صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب.
إلا أن عليك أن تتوجهي إلى القبلة وأن تدوري معها إذا انحرفت الطائرة عن وجهتها إن أمكن ذلك.
والله أعلم.