الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنقول أولا إنه لا يخفى ما للوالد من منزلة عظيمة، وأن من حقه على ولده بره والإحسان إليه وطاعته في المعروف، وهذا ثابت بنصوص كثيرة ذكرنا بعضها بالفتوى رقم: 19479.
فطاعة الوالد في المعروف هو الأصل، ولكن ذلك إنما يكون فيما فيه للوالد غرض صحيح كخشية ضرر معين على الأولاد ونحو ذلك، وأما إن كان الأمر لمجرد حمق فلا تجب طاعته في ذلك، وتراجع ضوابط طاعة الوالدين بالفتوى رقم: 76303.
بقي أن نبين مسألة وهي: إن كان المقصود أن الأم تشتري هذه المأكولات من مال الوالد دون علمه وإذنه فلا يجوز لها مثل هذا التصرف إلا إذا كان الزوج قد منع النفقة الواجبة وبخل بها فتأخذ من ماله بقدر ذلك بالمعروف، وانظر الفتوى رقم: 9457.
والله أعلم.