الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تمييز الأفكار المخالفة للعقيدة الصحيحة من الموافقة لها واستبانة ذلك، إنما تكون بمعرفة العقيدة الصحيحة ودرايتها دراية معتبرة، فبذلك يتسنى للمسلم الحكم على الأفكار والشبه المثارة حوله، وقد بينا كتب العقيدة المناسبة للطالب في شتى مراحل الطلب، كل مرحلة وما يناسبها في الفتوى رقم : 4412 فلتراجع.
أما حكم بعض العقول على فكر مَّا بكونه مستحيلا فليس بمجرده أمرا مثبتا لمخالفته للعقيدة، وذلك لأن الشرع جعل العقل مدركا وليس بحاكم، فلا تستمد الأحكام الشرعية من مقتضى العقول لقصورها وعجزها، إذ ليس كل ما في الشرع تعي العقول حكمته ومقصده، وإن كان الشرع لم يأت بمحالات العقول وإنما بمحاراتها.
وأما العادة فأحرى بأن لا يحكم بها إذ كم تحيل العادة أمرا في زمن يتبين في زمن آخر إمكانه.
وعلى هذا فما لم تثبت بمقتضى الشرع مخالفته للعقيدة من هذه الأفكار فلا يعتبر مخالفا.
والله أعلم.