الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: .
فإن كانت ابنة عمك ذات دين وخلق، فإن طاعة أبويك في هذا الأمر من البر والإحسان إليهما الذي ينبغي أن لا يفرط فيه المرء، لكن إن كانت نفسك تأباها، ولا تطيق ذلك، فلا يجب عليك طاعتهما، وإن تزوجت بغيرها فلا تعتبر عاقاً لهما.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وليس لأحد الأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد، وإنه إذا امتنع لا يكون عاقاً، وإذا لم يكن لأحد أن يلزمه بأكل ما ينفر عنه مع قدرته على أكل ما تشتهيه نفسه كان النكاح كذلك وأولى، فإن أكل المكروه مرارة ساعة وعشرة المكروه من الزوجين على طول يؤذي صاحبه كذلك، ولا يمكن فراقه. انتهى.
لكن عليك أن لا تتزوج بالفتاة التي تريدها إلا إذا كانت صاحبة دين وخلق، وعليك بالتلطف بأمك، وحسن التعامل معها لتقنعها في ذلك. مع الحذر من أي علاقة مع هذه الفتاة، أو أي اتصال غير مضبوط بضوابط الشرع، لأنها لا تزال أجنبية عنك.
والله أعلم.