الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله على عودتك للالتزام والصلاة وقراءة القرآن وهذا وحده أمر عظيم جدا يكفيك للفلاح والنجاة في الدنيا والآخرة ولو لم تحصلي على شيء آخر غيره، وحاولي أن تجاهدي نيتك على الإخلاص لله وحده وابتغاء رضوانه من وراء أعمالك كلها واحذري من وسوسات الشيطان وإيحائاته من أن نيتك الدنيا وأعراضها فهو لا يريد إلا أن يهلكك ويرجعك إلى الانتكاسة وترك الصلاة والقرآن، وليس بعيب على المسلم أن يطلب من الله أن ينعم عليه من خيري الدنيا والآخرة ولا أن يتمنى أن يهبه الله مثل ما وهب أصدقاءه وأقاربه أو أكثر منهم ما دام لا يحسدهم ولا يتمنى زوال النعمة عنهم، وما دام لا يعمل الصالحات بنية النفع الدنيوي فقط، أما أن يعمل الصالحات لله ويتمنى من الله الفضل العظيم والنفع العميم فهذا هو حال العبد مع ربه سبحانه، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ {فاطر:15}.
وقال سبحانه: وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا {النساء:32}.
والعمل الصالح أو حفظ القرآن أو طلب العلم وإن خالطته في البداية نية شائبة ففي الختام يتمحض لله بإذنه سبحانه مع المجاهدة وتحري الإخلاص، كما قال السلف: طلبنا العلم لغير الله فأبى إلا أن يكون لله.
وأما سؤالك عن كيفية معرفة أن عملك خالص أم لا: فهذا أمر لا يعرفه إلا الله سبحانه، لكن للعبد أمارات يستدل بها على إخلاص العمل ومنها أن يوفق لفعل الطاعة بعد الطاعة، فهذا من علامات القبول، فعليك بلزوم الطاعات وعدم التفريط فيها ولا حرج عليك في دفعك لأخيك ليحفظ القرآن مهما كانت نيتك، فإن الحث على الخير خير، والله سبحانه قادر على أن يحسن نية أخيك وينفع به الإسلام والمسلمين، وانظري فتوانا رقم: 101792.
والله أعلم.