الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلعل المدرسة أرادت تحفيز الطالبات على الاهتمام بالعلم وأهمية التفرغ له، ولم تكن تعني بهذا الاهتمام إهمال أمر الدين والأهل، فإن الدين هو رأس مال المسلم، وهو أهم ما يجب الاعتناء به، والخسارة الحقيقية للمرء هي خسران الدين، ورحم الله من قال:
إذا أبقت الدنيا على المرء دينه * فما فاته منها فليس بضائر.
ومن قال:
الدين رأس المال فاستمسك به * فضياعه من أعظم الخسران.
وأما أمور الأهل والوطن: فمن وجد من يكفيه أمرهم فلا حرج عليه في التفرغ للعلم وإلا فليكن التفرغ للعلم والإقبال عليه مقرونا بعدم الإخلال بالواجبات الأخرى، وقد كان من هدي السلف وحرصهم على العلم أن يجتهدوا في التوفيق بين مطالب حياتهم اليومية في الكسب وبين التفرغ للعلم، فقد ثبت عن عمر ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد، وهي من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل يوما وأنزل يوما، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك. متفق عليه.
والله أعلم.