الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم كيف يتأتى من النائم فعل الخير في منامه؟ إلا إذا كان القصد بفعل الخير ما يصدر أو يجري على ألسنة بعض النيام من ذكر أو تلاوة. بدون قصد وشعور، والقصد هو مناط الثواب والعقاب، فلا ثواب ولا عقاب إلا مع نية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل انرئ ما نوى. متفق عليه. وهذا ليس له نية، وإنما يقع له ذلك كما يقع لبعضهم من الهذيان والسب الذي لا يؤاخذ به.
وعلى ذلك فإن ما صدر من النائم لا أجر فيه ولا وزر؛ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ. رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني.
والله أعلم.