الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
بداية لا بد أن يُعلم أنه لا يشترط لإجابة الدعاء أن يكون مقرونا بالتوسل، فالله تعالى يجيب من دعاه متى ما أراد وفيما يريد، قال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر: 60}.
وقال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل: 62}.
ومع هذا، فلا حرج على المسلم في أن يتوسل إلى ربه بصالح عمله، كما يدل له حديث ابن عمر في الصحيحين في قصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم، فالتوسل إلى الله بصالح العمل من أقسام التوسل المشروع عند أهل السنة والجماعة، ولا يعتبر من باب المن على الله بالعمل، بل هو من باب التذلل والافتقار، لكن ينبغي مراعاة اللفظ عند الدعاء، ففرق بين أن تقول: اللهم أدخلني الجنة، لأني صمت، وبين أن تقول اللهم كما صمت رمضان ابتغاء مرضاتك فأسألك أن تدخلني الجنة، فاللفظ الأول ظاهره المن، والثاني ظاهر في التوسل والتذلل إلى الله تعالى.
والله أعلم.