الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الصلاة هي عماد الدين، وهي الركن الثاني من أركانه بعد الشهادتين، ومن أنكر وجوبها فهو كافر بإجماع الأمة، ومن تركها تهاونا وكسلاً مع إقراره بوجوبها فقد اختلف في كفره، والراجح عندنا أنه لا يكفر كفرا ناقلا عن الملة، وانظر الفتوى رقم: 130853، ففيها بسط الخلاف في المسألة.
ومن العلماء من يرى كفر تارك الصلاة، ومنهم من يرى أنه إنما يكفر بالترك المطلق، فمن كان يصلي أحيانا ويتركها أحيانا لا يعد عنده كافرا، وبما أن فعل الخير ومساعدة الناس شيء أساسي في هذا الدين العظيم، وقد ذكرت أنك تفعل ذلك بفضل الله فإننا نأمل فيك الخير وننصحك بأداء الصلاة المفروضة وطرح ما عندك من التحفظات أو الاستشكالات على أهل الاختصاص لعلهم يساعدونك في توضيحها وحلها...
أما الثواب على فعل الخير لمن لا يصلي: فعلى القول بكفره كفرا أكبر مخرجا من الملة فإنه لا ثواب له في الآخرة، وعلى القول بأنه ليس بكافر، وإنما هو فاسق وصاحب معصية كبيرة فإنه يثاب على ما فعل من الخير، ويعاقب على ترك الصلاة أو يعفى عنه، فهو في مشيئة الله تعالى إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه.
وأما قولك هل الكافر يثاب..؟ فإن الكافر لا ثواب له في الآخرة، وإنما يكون ثوابه في الدنيا بما ينال فيها من خير، فمن عدل الله تعالى ورحمته أنه يجازيه على ذلك خيراً في الدنيا، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة من الدنيا، وأما المؤمن فإن الله يدخر له حسناته في الآخرة، ويعقبه رزقاً في الدنيا على طاعته.
وقال تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ {النور:39}.
وأما عن السؤال الثاني: فإن الردة وأحكامها تجري على كل من ثبت إسلامه سواء كان ذلك بولادته في الإسلام أو دخوله فيه بعد البلوغ مختارا، فلا فرق بينهما، قال خليل المالكي في المختصر مع شرحه: الردة كفر المسلم بعد إسلام تقرر.
والله أعلم.