حكم من قال: لا أريد الوضوء لا أريد الصلاة وهو غضبان

30-9-2012 | إسلام ويب

السؤال:
كنت مع أهلي وكانت كمية الماء قليلة، واستخدمت الماء بكثرة وما زلت لم أكمل وضوئي، وعيروني في شكل مزاح أنني أصرفت جميع الماء الموجود فضايقني هذا الأمر جدًا، وألزمني أبي أن أقطع وضوئي كي أصلي متحججًا بأنني موسوس، وكنت موسوسا في الوضوء لكنني أؤكد لكم أنني لم أعد أوسوس في الوضوء، لكنني في أغلب الأوقات أجد شيئا بين أصابع قدمي فأحاول إزالته كي يصل الماء لما بين الأصابع، وهذا الأمر يأخذ مني بعض الوقت، تكلمت بصوت عال بسبب أنني تضايقت من كلامهم أنني لا أريد الوضوء وأنني لا أريد الصلاة بطريقة عصبية، ثم صليت بعد ذلك واستغفرت الله، فما حكم فعلي هذا؟ وإن كانت تجب فيه التوبة فكيف أتوب؟.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

لا شك أن هذا الكلام خطأ كبير وفيه جفاء شديد لما فيه من التصريح بعدم إرادة الوضوء والصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، ولما فيه أيضا من عناد الوالد ورفع الصوت عليه ـ كما يبدو ـ وفي ذلك ما فيه من منافاة البر، لكنه لا يعتبر ردة إذا لم يقصد جحد وجوب ذلك، لأن الردة هي شرح الصدر للكفر، ومن دخل في الإيمان بيقين لا يخرج منه إلا بيقين، وإن كان الحامل على ذلك شدة الغضب مع وجود الوسواس فنرجو ألا يأثم به، لأن الموسوس في حكم المغلوب فما يقع منه بسبب الوسوسة غير معتبر، وضابط هذه الوسوسة أن تجعل الإنسان مغلوبا على عقله غير مختار لما يصدر منه من قول أو فعل، وما دمت قد استغفرت الله تعالى وصليت بالفعل فهذا هو المطلوب، لكن عليك في كل أحوالك التزام الأدب مع الله تعالى وتعظيم حرماته واحترام والدك، كما يجب عليك أن لا تعود لمثل هذا الكلام، لئلا تعرض نفسك لسخط الله تعالى وغضبه، واعلم أن الزيادة على ما حدده الشرع في الوضوء من الاعتداء المنهي عنه شرعا، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 31133.

ولبيان علاج وسواس الوضوء انظر الفتوى رقم: 7578.

والله أعلم.

www.islamweb.net