الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من ارتكب شيئا من هذه القاذورات، عليه أن يتوب إلى الله عز وجل مما ارتكب توبة نصوحا، ولا يكون التائب تائبا حقا إلا إذا توفرت في توبته خمسة شروط:
الشرط الأول: الإخلاص ـ وهو أن يقصد بتوبته وجه الله عزوجل.
الثاني: الإقلاع عن الذنب.
الثالث: الندم على فعله.
الرابع: العزم على عدم الرجوع إليه.
الخامس: أن تكون التوبة قبل أن يصل العبد إلى حالة الغرغرة عند الموت.
ومن حقق هذه الشروط يرجى له قبول توبته ومن ثم مغفرة ذنوبه، فإن الله غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا.
ولا يجوز للإنسان أن يكشف ستر الله عليه فيطلع أهله أو زوجه على ما ارتكب، بل من فعل ذلك يخشى أن يكون من المجاهرين، الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عليه ). والحديث في الصحيحين.
فعليك بالاستتار بستر الله عز وجل دائما، كما أن عليك أن تجعلي الخوف والرجاء عندك في كفتين متعادلتين، فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون، كما لا يقنط من رحمته سبحانه إلا القوم الكافرون، نسأل الله أن يقبل توبتك ويمحو حوبتك.
وليس كتمك عن الزوج لما ارتكبت غشا، فقد نص أهل العلم في باب الخيار أن العيوب المتعلقة بالدين - ويسمونها الخنا - ليست مما يطلب بيانه للزوج.
قال خليل:( وعليه كتم الخنا )
وأحرى بذلك الذنب الذي تاب منه فاعله، لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
والله أعلم.