الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذه الزيادة المضافة إلى سعر المشتريات إنما هي تحايل صريح على أكل الأموال العامة بغير حق شرعي، لأن الوزارة إنما دفعت المبلغ على أنه بمجموعه ثمن لتلك المشتريات، وقد شدد الشارع النكير على أكلة المال العام بغير حله، ففي البخاري: عن خولة الأنصارية قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة.
فلا يجوز أخذ شيء من هذه الزيادة، ولا التعاون معهم في صفقة يجري فيها هذا التحايل، لأنه من التعاون على الإثم والعدوان، وما ذكرت من الضرر الذي يلحقك عند إعراضك عن أخذ الحصة، وما ذكرت بعد ذلك من حاجتك إلى هذه الحصة كل هذا لا نراه مسوغا لأكل المال الحرام، وإنما هو وساوس من الشيطان يغري بها الناس، ثم إننا نذكرك أن أبواب الرزق الحلال كثيرة، إذا ضاق منها باب اتسع باب، ومن ترك شيئا لله تعالى عوضه الله خيرا منه، وما كان حلالا طيبا ولو كان قليلا خير مما كان كثيرا محرما.
والله أعلم.