الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أن الخاطب أجنبي عن المخطوبة ما لم يعقد عليها شأنه شأن الرجال الأجانب، وراجعي في حدود تعامل الخاطب مع مخطوبته الفتوى رقم: 57291.
وعليه، فكلامك مع خاطبك بكل ما يحصل لك غير مشروع، لكونه كلاما مع أجنبي بلا حاجة، كما أنه إذا اشتمل على الإخبار بالمعاصي والذنوب فهو غير جائز، لأن الواجب على المسلم أن يستر على نفسه، فإن الإخبار بمثل هذه الأمور طريق إلى إساءة الظن، وأما بخصوص ما تعانين منه من الخجل، فإن كان ذلك في الحدود المشروعة، فقد يكون من الحياء وهو من شعب الإيمان ومن أخلاق المؤمنين ومن أفضل أخلاق النساء، فعن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنْ الْإِيمَانِ. متفق عليه.
أما إذا كان ذلك خارجاً عن حدود الحياء بحيث يؤدي إلى التقصير في الواجبات والوقوع في المحظورات فإنه مذموم، ويجب عليك أن تتخلصي منه بالاستعانة بالله عز وجل والتعود على مخالطة النساء في المعروف والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن الأخلاق تكتسب بالتعود والتمرين، فعن أبي الدرداء قال: العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه. رواه الخطيب في تاريخه.
وننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.