الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن وساوس الشكوك هذه التي كانت تهجم عليك خلال هذه المدة، لا تأثير لها على عصمة الزوجية، لأن هذه الوساوس التى يكون المرء كارها لها ونافرا منها، ومدافعا نفسه للخلاص منها، يحسبها الإنسان شكا وليست في الحقيقة شكا، لأن حقيقة الشك: التردد الذي ينفي أصل اليقين، ويزعزع أركان الإيمان، وأيضا فإن من دخل في الإسلام بيقين لا يخرج منه إلا بيقين، إذ الأصل بقاء ما كان على ما كان عليه حتى يتحقق الصارف عنه، قال الملا علي قاري في شرح الشفا: قال علماؤنا: إذا وجد تسعة وتسعون وجها تشير إلى تكفير مسلم، ووجه واحد على إبقائه على إسلامه، فينبغي للمفتي والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم.
والله أعلم.