الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعافيك من الوسوسة وهنيئا لك على الحرص على التأدب مع الله تعالى، ويجب عليك البعد عن الاسترسال مع الشيطان في الوسوسة, وليس للوسواس علاج أمثل من الإعراض عنه وعدم الالتفات إليه، وعليك بشغل النفس عنه بالانهماك في الدراسة وبصرف الذهن عنه، والاستعاذة من الشيطان دائما كلما خطرت الخواطر السيئة بقلبك، ومن أحسن ما يساعد على الانتصار على الشيطان أن تهاجمه فتسعى في سحب من أغواهم الشيطان من يده فتدعوهم إلى الله تعالى وتعلمهم الأحكام الشرعية وتحرضهم على العمل بها والاستقامة عليها، ثم إنه إن كان ما تراه مجرد خواطر بالقلب تهجم عليك بغير اختيار، فإن من فضل الله تعالى ورحمته أن تجاوز عن ذلك ما لم يعمل به أو يتكلم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم. رواه البخاري ومسلم.
وكره العبد وخوفه ونفوره من هذه الخواطر والوساوس الشيطانية، علامة على صحة الاعتقاد وقوة الإيمان، فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.
قال النووي: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلا عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا، وانتفت عنه الريبة والشكوك. اهـ.
وأما الإتيان بشهادة التوحيد فهو أمر حسن، ولكنه لا يلزم لأنك لم ترتد عن دينك، وراجع للمزيد في العلاج الفتاوى التالية أرقامها: 48325، 106391، 51239.
والله أعلم.