الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعبارة أبي الفرج ابن الجوزي هذه لها مأخذ صحيح حسن، وهو أن آدم عليه السلام إنما ابتلي بما ابتلي به من الإهباط إلى الأرض وما حصل له هو وذريته فيها من الشقاء بسبب ما كان منه من المعصية، وهو عليه السلام قد تاب إلى الله فتاب الله عليه، فلا يلام على ذنب قد تاب منه، ولكن أثر هذا الذنب وما ترتب عليه من الإهباط إلى الأرض وما بعده بقي محنة من الله، لما يعلمه سبحانه في ذلك من الحكمة، يدلك على أن مراد أبي الفرج ـ رحمه الله ـ هو ما ذكرنا مراجعة سياق كلامه، فإنه ـ رحمه الله ـ يقول: إياك والذنوب فإنها أذلت أباك بعد عز اسجدوا، وأخرجته من أقطار اسكُن، مذ سبى الهوى آدم هوى، دام حزنه فخرج أولاده العقلاء محزونين، وأولاده السبايا أذلة. انتهى.
ولبيان بعض ما لله من الحكمة في إهباط آدم ـ عليه السلام ـ إلى الأرض انظر الفتوى رقم: 175255.
والله أعلم.