الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاجتهاد في أنواع الطاعات من أعظم ما يرجى به تفريج الكروب وكشف الخطوب، ودلائل هذا كثيرة جدا، وقد قال الله تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ {البقرة:45}.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى. رواه أبو داود. وفي رواية ابن جرير: كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.
وقد شرعت صلاة الاستسقاء استجلابا للنعمة وصلاة الكسوف استدفاعا للنقمة، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: داووا مرضاكم بالصدقة. رواه الطبراني وغيره.
وقد أخبر الله تعالى أن تقواه هي سبيل تيسير ما عسر وتسهيل ما حزن، قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2}. وقال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.
ولا ريب في أن الطاعات المذكورة وغيرها من تقوى الله تعالى، وبما ذكرناه وبغيره يتبين بوضوح أن الاجتهاد في الأعمال الصالحة عموما بالقصد المذكور أمر حسن لا حرج فيه، ونحن نسأل الله تعالى أن يكشف بلطفه ما نزل بالمسلمين من بلاء.
والله أعلم.