الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي تبين لنا من مضمون هذا السؤال، ومن أسئلة غيره سابقة لك أيها السائل، أنك مصاب بالوسوسة عموما وبالأخص فيما يتعلق بما تسميه الجحود، والاستهزاء بالدين، فعليك أولا أن تعرض عن تلك الوساوس، وهو العلاج الناجع الذي يخلصك من داء الوسوسة ـ بإذن الله تعالى ـ ثم اعلم أن معنى الجحود في لسان العرب: الإنكار، وفي الشرع: كتم الحق مع العلم بصدقه، قال الله تعالى حكاية عن فرعون وقومه: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ {النمل:14}.
وهو نوع من أنواع الكفر الثلاثة، لأن الكفر منه كفر الجحود، ومنه كفر الجهل، ومنه كفر الإعراض، وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 66920.
وليس ما فعلته من هذا في شيء، بل قصارى ما حصل منك أنك قصرت، فلم تنكر بلسانك منكرا قدرت على إنكاره ـ على فرض أن هذا الأمر الذي لاحظت على هذا الشخص منكر يجب إنكاره ـ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.
وعلى هذا، فإن عليك أن تنكر عليه المنكر الذي يفعله، وتوخ في ذلك الحكمة والموعظة الحسنة، ونرجو أن لا يكون عليك حرج فيما سلف.
والله أعلم.